*منار صباغ سيدة مكانها ولا تقارن بغيرها!*

عاجل

الفئة

shadow


بقلم // جهاد أيوب 

      اتابعها منذ بداياتها في الإعلام، ولا نبالغ إذا قلنا بأن الزميلة منار صباغ كانت كمراسلة الأفضل عربياً، والأكثر إمكانية في معرفة ماذا تغطي من أحداث لبنانياً، وحينما قررت وقرروا أن تنتقل إلى تقديم البرامج لم أعجب بذاك القرار، فهي سيدة مكانها، والخطوة الثانية مغامرة في حضور من هم أفضل منها...!
وراقبتها كثيراً، وانتقدتها بما لا يتحمله المذيع وبقساوة، واحتراماً لنقدي وقلمي ومهنيتي، اعتبرها ومنذ سنتين من أنشط المذيعات واكثرهن إتقانا ً، وكل تلك السنوات السابقة شكلت خبرة ومدرسة ومهنية عالية.
منار صباغ لا تنزعج من النقد، وهي تسعى إلى أن تقول السلبيات في نشاطها قبل الإيجابيات، وهذا ما جعل منها اليوم منافسة على الأفضلية.
منار المتفرغة في قناة تحترم الكلمة والحضور وفكر المشاهدين مع إني لم ارحم "المنار" من ملاحظاتي ونقدي، هذه الزميلة لا تقارن مع غيرها رغم أن المقارنة مطلوبة، لكنها تفوقت، تميزت، صنعت مساحة لها بتعب وجهد، ولم تتنازل شخصياً كي تحصل على وظيفة ليست دائمة، ولا تفرط في كرامتها من أجل الشهرة الكاذبة، ولا تجامل في معتقاداتها حتى تمر العاصفة لتعود إلى مربعها كما يتصرف غيرها، لذلك مع كل خطوة لها تزداد نجاحاً واختلافاً، ويزداد احترامنا لشخصها ولمهنيتها! 
إذاً... المقارنة بين من يبيع شرفه وجسده ووطنيته والبحث عن الدولار لا يليق بمقارنته مع المهنية المشغولة بالعلم والمعرفة وتعب التعلم، والاتزان في الشكل المعتمد على الوقار والحشمة بينما غيرها من غير هدوم، ومن حولهن عشرات الموظفين يكتبون لهن، ويحددون متى يثرثرون ويصمتون، والأخطر يؤمنون لبعضهن زيارات إلى فنادق مشبوهة!
منار صباغ مجتهدة إلى حدود البكاء الداخلي إذا لم تعجبها حلقة نفذتها بصبر، وتُعصب على حالها إن وقع الخطأ، وهذا نتلمسه ببساطة المتابعة، وربما وجب معالجته حتى لا تصاب بالقلق الدائم!
منار لا تطل عبر الهواء إلا ويكون الإعداد من صنعها، وبمشاركتها الفريق، ولا تؤمن بالإرتجال إلا في مكان الإرتجال الواجب، لذلك إعداد حلقاتها متمكنة ومدروسة، وتصلح لطلاب الإعلام ليتعلموا من هذا الإعداد المشغول بمهنية عالية!
مهنية منار منغمسة بمسؤولية العقيدة والفكر الذي تؤمن به إضافة إلى قيمة المكان والهدف، من هنا تزداد المسؤلية حتى لا يقال أن شاشة المقاومة ضعيفة، وهذا يعني أن منار في كل حلقة وطلة تعيش الخوف والمنافسة وقلق الوجود، صحيح قد يربك الضيف أو يساهم بنجاح الحلقة، ولكن دروس منار مع التجارب يجعلها تسارع وتتفرغ بإمساك الحوار حتى لا تسقط الحلقة ونصاب كمشاهدين بالملل،  وللحقيقة كثرة الربورتاجات اليومية في حلقة واحدة من برنامج منار لا يصيب المشاهد بالملل.
منار متمكنة من اللغة، وإن أخطأت تسارع بالاعتذار دون خجل، يعني تؤمن بالدرس المقبل، فالإعلامي لا يصل إلى الكمال، وكل يوم ينال الإعلامي الحصة والدرس، وربما ينال الدرس من الأطفال!
هي صاحبة مخارج حروف سليمة، وتفهم عليها حينما تنطق وتسأل وتحاور، وتمتلك سرعة بديهة غير مزعجة.
منار صباغ اليوم ورقة رابحة في التقديم، العمل على فكرة يراد لها الظهور الفضائي، وإعداد متقن، وصبر لا يوصف في تمالك عاطفتها، وقد كتبت عنها بعد حلقة " عوائل الشهداء"، حلقة غاية بالأهمية والنجاح وتُدرس، ورغم الحواديث الروحانية العاطفية الجبارة ما بين الأهل والشهداء تجعل من المشاهد والمحاور أن يدمع، إلا أن منار كانت متماسكة وبمهنية عالية فكتبت:" منار صباغ قاسية وحادة العاطفة"!
لم تنزعج من النقد والملاحظة، ومن خلال مخابراتي علمت أن منار كانت تبكي وهي تعد الحلقة الذهبية الصعبة، ورفضت أن تطل بدموعها على المشاهد وأمام عوائل الشهداء!
ملاحظتي السلبية اليوم تكمن بسرعة طرح الأسئلة وكلامها حينما يكون ضيفها ضعيفاً، أعلم مهنياً ترغب بالانتقال إلى الربورتاجات المعدة، وهنا يتطلب وقفة تأمل!
منار صباغ زميلة متمكنة، محاورة متفوقة، ومعدة رشيقة وثرية، ولا تقارن بعد هذه التجربة العميقة مع غيرها بالمطلق، خاصة من يعمل في قنوات مشبوهة في الوطنية والدين والمهنية والدولار!

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة